قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس

تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية

27 آذار/مارس – 02 نيسان/أبريل 2024

إعداد: علي إبراهيم

وقف اقتحامات الأقصى لـ 16 يومًا

والمنظمات المتطرفة تطلب من شرطة الاحتلال تقديم "قرابين الفصح" داخل الأقصى

استمرت في أسبوع الرصد الإجراءات المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال أمام أبواب المسجد الأقصى وفي أزقة البلدة القديمة، على الرغم من وقف اقتحامات الأقصى لـ 16 يومًا، لتشمل الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وعيد الفطر، فيما بلغ عدد مقتحمي الأقصى في شهر آذار/مارس الماضي نحو 3262 مستوطنًا. ومع اقتراب عيد "الفصح" العبري، بدأت "منظمات المعبد" استعداداتها لتصعيد الاعتداءات على الأقصى خلاله، فقد طلبت منظمة "عائدون إلى جبل المعبد" من شرطة الاحتلال السماح لها بإدخال "قرابين الفصح"، وبحسب طلب هذه المنظمة المتطرفة، فقد حددت تاريخ 22/4/2024 لتقديم القرابين، على أن تكون في ساحة مصلى قبة الصخرة قرب قبة السلسلة، مشيرةً إلى أنها ستقوم بإدخال ما يلزم للذبح من معدات وأدوات.

أما على الصعيد الديموغرافي كشفت مصادر فلسطينية بأن سلطات الاحتلال استولت على 27 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي قطاع غزة تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهداف المدنيين، وقد أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر إلى من 32975 شهيدًا، وإصابة نحو 75577 آخرين، ومع انسحاب قوات الاحتلال من مستشفى تكشف جزء من المجازر التي ارتكبتها بحق المرضى والكوادر الطبية والنازحين داخله.

التهويد الديني والثقافي والعمراني

على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة تتابع أذرع الاحتلال فرض القيود أمام وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، والتنغيص على القادمين إلى الصلاة في المسجد الأقصى في شهر رمضان، وفي 27/3 اقتحم الأقصى 85 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، وأدوا طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي هذا اليوم أبلغت شرطة الاحتلال "منظمات المعبد" قرار إغلاق باب المغاربة أمام اقتحامات مستوطنين من 29/3 ولمدة 16 يومًا، لتشمل الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان وفترة العيد، وأشارت مصادر عبرية بأن قرار شرطة الاحتلال محاولة لتجنب تأجيج الأوضاع في الأراضي المحتلة، بالتزامن مع استمرار العدوان على غزة. وفي 28/3 اقتحم الأقصى 255 مستوطنًا، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي، وأدوا طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية، وشهد مساء هذا اليوم محاولة مستوطن اقتحام المسجد بالتزامن مع صلاة التراويح، إلا أن حراس الأقصى استطاعوا إيقافه.

وتتابع قوات الاحتلال حصارها للأقصى في يوم الجمعة، فللأسبوع الـ 25 على التوالي تفرض قوات قيود مختلفة أمام أبواب الأقصى، وفي أزقة البلدة القديمة، لتعرقل وصول المصلين من أحياء القدس المختلفة وبلداتها إلى الأقصى، وحددت مسارات لسير المصلين وشوارع لسير الحافلات الخاصة لنقلهم، فيما نفذت اعتقالات متفرقة، وفي الجمعة الثالثة من شهر رمضان، أدى نحو 125 ألف مصلٍ صلاة الجمعة، فيما بلغ عدد المصلين في صلاتي العشاء والتراويح نحو 150 ألفًا، وشهد هذا اليوم حضورًا كثيفًا للفلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 48.

وفي سياق أعداد مقتحمي الأقصى، فقد وثقت القدس البوصلة مشاركة 3262 مستوطنًا في اقتحامات الأقصى في شهر آذار/مارس الماضي، من بنيهم عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى خلال عيد "المساخر".

وعلى الرغم من وقف اقتحامات المستوطنين للأقصى، إلا أن قوات الاحتلال تتابع اقتحاماتها للمسجد، ففي 31/3 كشفت مصادر مقدسية بأن قوات الاحتلال اقتحمت ساحات الأقصى لليوم الثاني على التوالي، وبالتزامن مع أذان العصر، وفتشت خيام المعتكفين في الأقصى وأغراضهم، وفحصت هواتفهم المحمولة، ودققت في بطاقاتهم الشخصية.

ومع اقتراب عيد "الفصح" العبري أحد أبرز الأعياد العبرية، بدأت "منظمات المعبد" استعداداتها لتصعيد الاعتداءات على الأقصى خلاله، ففي 2/4 كشفت مصادر مقدسية بأن منظمة "عائدون إلى جبل المعبد" طلبت من شرطة الاحتلال السماح لها بإدخال "قرابين الفصح"، وبحسب طلب هذه المنظمة المتطرفة، فقد حددت تاريخ 22/4/2024 لتقديم القرابين، على أن تكون في ساحة مصلى قبة الصخرة قرب قبة السلسلة، مشيرةً إلى أنها ستقوم بإدخال ما يلزم للذبح من معدات وأدوات. وتعمل أذرع الاحتلال المتطرفة في السنوات الماضية على تصعيد الاعتداءات على الأقصى في هذا العيد، وقد عرضت في العام الماضي مكافآت مالية على أنصارها في حال نجاحهم بإدخال القرابين إلى المسجد، وإلى جانب هذه القضية، يشهد هذا العيد تصاعدًا في أعداد مقتحمي الأقصى، وأداء الطقوس اليهودية العلنية.

التهويد الديموغرافي

لا تتوقف محاولات الاحتلال السيطرة على المزيد من أراضي الفلسطينيين، ففي 30/3 وبالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، كشفت مصادر فلسطينية بأن سلطات الاحتلال استولت سلطات الاحتلال على 27 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبحسب من بينها 15 ألف دونم تحت مسمى "تعديل حدود محميات طبيعية في أريحا والأغوار، و11 ألف دونم من خلال ثلاثة أوامر إعلان أراضي دولة في القدس ونابلس.

العدوان على غزة

تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهدافها للمدنيين في عموم فلسطين وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة في 3/4 عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 32975 شهيدًا، وإصابة نحو 75577 آخرين، وبحسب الوزارة فإن غالبية الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء، وكشفت الوزارة بأن الاحتلال ارتكب في 24 ساعة الأخيرة 5 مجازر، مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أدت إلى ارتقاء 59 شهيدًا، إضافةً إلى 83 جريحًا آخرين. ومع انسحاب قوات الاحتلال من مستشفى الشفاء تكشف جزء من المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المرضى والكوادر الطبية والنازحين داخله، ووثقت مقاطع مصورة عشرات الجثامين في الساحات والشوارع المحيطة بالمستشفى، بالإضافة إلى تدمير أجزاء كبيرة من المشفى، في محاولة من قبل الاحتلال لمنع إعادة فتحه مرة ثانية.